يعتبر شمال الجزائر منطقة زلزالية نشطة ويعود السبب في ذلك إلى أن الجزء اشمالي من القارة الأفريقية وبخاصة الأطراف الشمالية للجزائر والمغرب تشكل منطقة تلتقي عندها الصفيحة الإفريقية بـالصفيحة الأوراسية إذ تنزلق هاتان الصفيحتان المتحاذياتان بحيث تتجه كل منهما في إتجاه مضاد لإتجاه الأخر، فتحدث الزلازل بفعل تعرض الحافات لقوى الدفع والحد الناجمة عن حركة الصفائح فيشتد التواتر تدريجيا، فإذا زاد عن ينبغي تصدع الصخور لتتخلص من توترها على نحو عنيف والذي يأخذ صورة الهزة الأرضية.
ويعتقد أن معظم الزلازل الأرضية التي تتعرض لها الجزائر تكون نتيجة هذه العملية لأن حدود الإحتكاك بين حافات الصفيحتين الأفريقية والأوراسية تقع بشمال الجزائر وبالضبط فإن المنطقة التي يشملها ميكانيزم الإحتكاك بين الصفيحتين تمتد جنوبا داخل الأراضي الجزائرية على شكل طرح صخري.
ومعظم الزلازل التي تحدث في الجزائر ذات قوة ضعيفة حيث تندر الحالات اتي تزيد فيها قوة الهزة عن 6 درجات، لأن معظم هذه الهزات تتبع في العادة بهزات ارتدادية لها طابع دوري قصير نوعا ما. ويمكن تقسيم الأراضي الجزائرية حسب درجة خطورة تعرضها للزلازل إلى أربعة مناطق رئيسية وهي :
المنطقة الأولى : وهي أقل المناطق تعرضا للخطر الزلزالي وتغطي كل الولايات الصحراوية : أدرار، بشار، ورقلة، إليزي، تندوف، الوادي، غرداية وتمنراست إضافة إلى تلمسان.
المنطقة الثانية : وتتعرض لخطر الزلازل بدرجة ضعيفة وتغطي ولايات : سوق أهراس وأم البواقي وتبسة وباتنة ،خنشلة، بسكرة، مسيلة، الجلفة وتيارت، سعيدة والبيض، سيدي بلعباس، النعامة والأغواط.
المنطقة الثالثة : معرضة لخطر الزلازل بدرجة متوسطة وتضم : الطارف، عنابة، قالمة وقسنطينة، سكيكدة وجيجل، ميلة، سطيف، بجاية، تيزي وزو، برج بو عريريج، البويرة، بومرداس، الجزائر العاصمة، المدية وتيبازة، تيسمسيلت وغليزان، مستغانم، معسكر، وهران وعين تيموشنت.
المنطقة الرابعة : وهي أخطر المناطق وأكثرها تعرضا لخطر الزلازل العنيفة وتشمل ولايتي الشلف وجزءا من عين الدفلى وتيبازة.
والملفت للملاحظة أن المنطقتين الثالثة والرابعة الأكثر تعرضا لخطر الهزات الأرضية، تتمركز بها أهم المدن والمنشأت الاقتصادية والبنى التحتية وحيث التركيز السكاني والاقتصادي كثيف جدا وبالتالي فإن إحتمال حدوث هزات عنيفة بهاتين المنطقتين، يترتب عليه حدوث كوارث بشرية ومادية حادة وبالغة الخطورة على الاقتصاد الوطني وعلى سلامة السكان كما حدث في أخطر الزلازل التي عرفتها الجزائر في الشلف (عامي 1954، 1980) وهو ما يقتضي إتخاذ إجراءات السلامة والوقاية للحد من المخاطر هذه الظاهرة الطبيعية وإنعكاساتها السلبية على الاقتصاد الجزائري وعلى السكان.